وإنك لتجِد مَن اعتقد في نفسه الكفايةَ في علمٍ أو مهارةٍ ما= واقفاً عند مستوىً معيَّن من ذلك العلم، لا يُحسِن أن يُخرجَ مُخبآته النفيسة، ولا ينطلق به إلى فضاءات جديدة، ولا يُضيء المساحات المُظلمة المجهولة فيه، ولا يُبدِع في عرضه والإبانة عنه، ولا تراه متجدداً في فنه، بِعَكسِ من يرى نفسَه دائماً مقصِّراً عن الغاية، ساعياً إلى بلوغها، فهو في تطوُّرٍ مستمر، وفي قلقٍ دافعٍ إلى المزيد من المعرفة والإتقان، لا يبلغ غايةً إلا وقلبه يرنو إلى التي تليها، فهو في تقدِّمٍ وفي دأَبٍ لا يعرف الكَلال، ولا يستروح إلى ما حصِّل، ما دام يعتقِد أنه ما زال في الطريق..
فإيَّاك -يا أخي- أن تظنّ، في أي مرحلةٍ من مراحلك، أنك قد وصلت!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق