بسم الله الرحمن الرحيم
كن جميلاً ترى الوجود جميلاً
د. عائض القرني
إن من تمام سعادتنا أن نتمتع بمباهج الحياة في حدود منطق
الشرع المقدس , فالله أنبت حدائق ذات بهجة , لأنه جميل
يحب الجمال , ولتقرأ آيات الوحدانية في هذا الصنع البهيج
{ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً }
فالرائحة الزكية والمطعم الشهي والمنظر البهي . تزيد الصدر
انشراحاً والروح فرحاً { كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً }
وفي الحديث : [حبب إلي من دنياكم : الطيب , والنساء
وجعلت قرة عيني في الصلاة ]
إن الزهد والورع المظلم , الذي دلف علينا من مناهج
أرضية , قد شوه مباهج الحياة عند كثير منا , فعاشوا
حياتهم هماً وغماً وجوعاً وسهراً وتبتلاً , يقول رسولنا
صل الله عليه وسلم :
[ لكني أصوم وأفطر , وأقوم وأفتر , وأتزوج النساء , وآكل
اللحم , فمن رغب عن سنتي فليس مني ] .
وإن تعجب فعجب ما فعله بعض الطوائف بأنفسهم ! فهذا
لا يأكل الرطب , وذاك لا يضحك وآخر لا يشرب الماء البارد
وكأنهم ما علموا أن هذا تعذيب للنفس وطمس لإشراقها
{ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق }.
إن رسولنا صل الله عليه وسلم أكل العسل وهو أزهد الناس في
الدنيا ,والله خلق العسل ليؤكل :
{ يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس }.
وتزوج الثيبات والأبكار :
{فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع }.
ولبس أجمل الثياب في مناسبات الأعياد وغيرها :
{ خذوا زينتكم عند كل مسجد } .
فهو صل الله عليه وسلم يجمع بين حق الروح وحق الجسد
وسعادة الدنيا والآخرة , لأنه بعث بدين الفطرة التي فطر الله
الناس عليها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق